مرورا بحياة أخرى

في كلمته الأخيرة في كتابه “مرورا بحياة أخرى” كتب الكاتب وليد هاشم:
ما فائدة الكتاب؟ ما فائدة الكتب بشكل عام؟ أتضيف لمعلومتنا؟ قد يفعل الكثير منها ذلك··· لكن البعض الآخر يقوم بشفط الكثير من المعلومات التي اكتسبناها في الحياة···
ما الفائدة إذن؟ ما فائدة مروراً بحياة أخرى ككتاب؟ ماذا أضاف لنا من معلومات؟ في رأيي الخاص، إن هذا الكتاب يخاطب الفرد عن نفسه··· فكلما أقرأه شخصياً مرة أخرى أكتشف المزيد عن نفسي، وعن خباياها· أيحدثكم عنكم؟ أيفعل ذلك؟ هل رأيتم جزءاً منكم في ابتسامة بسام؟ أو مخاوفكم في رعب ريم؟ أو حقيقتكم تصرخ في وجهكم من قبل منال؟
لكن كيف، بحق السماء، تعرفون المزيد عن أنفسكم بواسطة كتاب؟ عن طريق قطعة من خيالي قد تخلو من الأهمية؟ فما أهمية دوريس إن وجدت؟ وما أهمية ليث إن تحقق؟ وما هي أهمية باسل مهما أقنعكم بتصديقه؟
لا أهمية بتاتاً، فالأهمية تكمن فيكم أنتم· منال لن تستطيع مسكم إلا إن سمحتم لها بفعل ذلك، وباسل لا يستطيع فهمكم إلا إن أردتم أنتم منه ذلك، وبسام لا يستطيع حمايتكم إلا إن غلفتم روحكم به···
هل ضيعتم وقتكم بقراءة هذا الكتاب؟ ربما···
هل يستطيع الكتاب إخباركم أي شيء بتاتاً عن أنفسكم؟ في حالة واحدة فقط·
الطريقة لمعرفة أنفسكم تكمن في الشخصية المفضلة، التي أحببتموها، وفضلتموها على البقية·
فإن كنتم قد أحببتم ريم، فإني أهنئكم على براءتكم وطفولتكم·
و إن كنتم قد أحببتم بسام، فإني أهنئكم على إخلاصكم وحبكم·
إن كنتم قد أحببتم ليث، فإني أهنئكم على اختلافكم وعدم مبالاتكم·
و إن كنتم قد أحببتم دوريس، فإني أهنئكم على خيالكم ومدى انفتاح عقلكم·
إن كنتم قد أحببتم باسل، فتهنئاتي الحارة على قوتكم وعدلكم·
لكن···
إن كنتم قد أحببتم وفضلتم منال دون غيرها···
و هذا الكلام موجه لمحبي منال فقط···
إن كنتم قد أحببتم منال، وواصلتم حبكم حتى الآن···
فإنكم قد وقعتم إذن في الفخ!
الذي هو هذا الكتاب·